اتَّكِلوا على يهوه وافعلوا الخير
«اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ وَٱفْعَلِ ٱلْخَيْرَ». — مز ٣٧:٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٣٣، ٦٣
١ أَيَّةُ مَقْدِرَاتٍ فَرِيدَةٍ أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِلْبَشَرِ؟
خَلَقَنَا يَهْوَهُ نَحْنُ ٱلْبَشَرَ بِمَقْدِرَاتٍ فَرِيدَةٍ. فَقَدْ أَعْطَانَا ٱلْمَقْدِرَةَ ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَحُلَّ مَشَاكِلَنَا وَنُخَطِّطَ لِمُسْتَقْبَلِنَا. (ام ٢:١١) وَمَنَحَنَا أَيْضًا ٱلْقُدْرَةَ أَنْ نُنَفِّذَ خُطَطَنَا وَنُحَقِّقَ أَهْدَافَنَا. (في ٢:١٣) كَمَا أَعْطَانَا ٱلضَّمِيرَ، وَهُوَ إِحْسَاسٌ بِٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُصَحِّحَ أَخْطَاءَنَا أَوْ نَتَجَنَّبَ ٱلْوُقُوعَ فِيهَا. — رو ٢:١٥.
٢ مَاذَا يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَفْعَلَ بِمَقْدِرَاتِنَا؟
٢ وَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَقْدِرَاتِ. فَهُوَ يُحِبُّنَا، وَيَعْرِفُ أَنَّنَا نَفْرَحُ حِينَ نَنْتَفِعُ مِنْهَا. مَثَلًا، تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ: «خُطَطُ ٱلْمُجْتَهِدِ تَؤُولُ إِلَى ٱلْمَنْفَعَةِ». وَتَذْكُرُ أَيْضًا: «كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ، فَٱفْعَلْهُ بِمَا لَكَ مِنْ قُوَّةٍ». (ام ٢١:٥؛ جا ٩:١٠) كَمَا تُشَجِّعُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ: «مَا دَامَتْ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ، فَلْنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ». وَتَنْصَحُ كَذٰلِكَ: «لِيَخْدُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا نَالَ مِنْ مَوْهِبَةٍ». (غل ٦:١٠؛ ١ بط ٤:١٠) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِنَسْتَفِيدَ نَحْنُ وَنُفِيدَ غَيْرَنَا.
٣ أَيَّةُ أُمُورٍ لَا نَسْتَطِيعُ فِعْلَهَا؟
٣ لٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَعْرِفُ يَهْوَهُ حُدُودَنَا. فَنَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَبَدًا أَنْ نَتَخَلَّصَ بِأَنْفُسِنَا مِنَ ٱلنَّقْصِ وَٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. (١ مل ٨:٤٦) وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْرِضَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ. فَكُلُّ شَخْصٍ حُرٌّ فِي خِيَارَاتِهِ. وَمَهْمَا تَعَلَّمْنَا وَزَادَتْ خِبْرَتُنَا، نَظَلُّ صِغَارًا جِدًّا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ يَهْوَهَ. — اش ٥٥:٩.
٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَّكِلَ دَائِمًا عَلَى ٱللهِ وَنَتَّبِعَ إِرْشَادَهُ. وَلْنَثِقْ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا لِنَعْمَلَ أُمُورًا لَا نَسْتَطِيعُ إِنْجَازَهَا بِمُفْرَدِنَا. وَلٰكِنْ مِنْ جِهَتِنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِنَحُلَّ مَشَاكِلَنَا وَنُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ. (اقرإ المزمور ٣٧:٣.) بِٱخْتِصَارٍ، عَلَيْنَا أَنْ ‹نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ›، وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَنْ ‹نَفْعَلَ ٱلْخَيْرَ›. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي مِثَالِ نُوحٍ وَدَاوُدَ وَخُدَّامٍ أُمَنَاءَ آخَرِينَ ٱتَّكَلُوا عَلَى يَهْوَهَ. فَمَعَ أَنَّ هُنَاكَ أُمُورًا لَمْ يَسْتَطِيعُوا فِعْلَهَا، رَكَّزُوا عَلَى مَا ٱسْتَطَاعُوا فِعْلَهُ.
عِنْدَمَا تُحِيطُ بِنَا ٱلشُّرُورُ
٥ كَيْفَ كَانَتِ ٱلْأَحْوَالُ أَيَّامَ نُوحٍ؟
٥ فِي أَيَّامِ نُوحٍ، «ٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ عُنْفًا» وَفَسَادًا. (تك ٦:٤، ٩-١٣) وَمَعَ أَنَّ يَهْوَهَ وَعَدَ بِإِزَالَةِ ذٰلِكَ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ، ٱنْزَعَجَ نُوحٌ دُونَ شَكٍّ مِنَ ٱلشُّرُورِ حَوْلَهُ. غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يُرَكِّزْ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَسْتَطِيعُ فِعْلَهَا، بَلْ عَلَى تِلْكَ ٱلَّتِي يَسْتَطِيعُ فِعْلَهَا.
٦، ٧ (أ) أَيُّ أَمْرَيْنِ لَمْ يَسْتَطِعْ نُوحٌ فِعْلَهُمَا؟ (ب) كَيْفَ تُشْبِهُ أَيَّامُنَا أَيَّامَ نُوحٍ؟
٦ مَا لَمْ يَسْتَطِعْ فِعْلَهُ: صَحِيحٌ أَنَّ نُوحًا أَعْلَنَ تك ٦:١٧.
بِأَمَانَةٍ رِسَالَةَ ٱلتَّحْذِيرِ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْرِضَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ ٱلتَّوْبَةَ، أَوْ يُبَكِّرَ مَوْعِدَ ٱلطُّوفَانِ. فَمَا كَانَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَفِي بِوَعْدِهِ وَيُنْهِي ٱلشَّرَّ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. —٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، نَعِيشُ فِي عَالَمٍ شِرِّيرٍ مَحْكُومٍ عَلَيْهِ بِٱلدَّمَارِ. (١ يو ٢:١٧) لٰكِنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْبِرَ ٱلنَّاسَ عَلَى قُبُولِ «بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ»، وَلَا أَنْ نُبَكِّرَ مَوْعِدَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›. (مت ٢٤:١٤، ٢١) فَلْنَتَشَبَّهْ إِذًا بِنُوحٍ وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱللهَ سَيَتَدَخَّلُ قَرِيبًا وَيُنْهِي ٱلشَّرَّ. (مز ٣٧:١٠، ١١) وَلْنَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ لَنْ يَتَأَخَّرَ لَحْظَةً وَاحِدَةً عَنْ مَوْعِدِهِ ٱلْمُحَدَّدِ. — حب ٢:٣.
٨ كَيْفَ رَكَّزَ نُوحٌ عَلَى مَا ٱسْتَطَاعَ فِعْلَهُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ مَا ٱسْتَطَاعَ فِعْلَهُ: عِوَضَ أَنْ يَيْأَسَ نُوحٌ بِسَبَبِ مَا عَجِزَ عَنْ فِعْلِهِ، رَكَّزَ عَلَى مَا يَسْتَطِيعُ إِنْجَازَهُ. فَقَدْ ‹كَرَزَ بِٱلْبِرِّ› وَحَذَّرَ ٱلنَّاسَ بِأَمَانَةٍ مِنَ ٱلطُّوفَانِ، وَهٰذَا بِلَا شَكٍّ قَوَّى إِيمَانَهُ. (٢ بط ٢:٥) كَمَا أَنَّهُ ٱسْتَغَلَّ مَقْدِرَاتِهِ ٱلْفِكْرِيَّةَ وَٱلْجَسَدِيَّةَ لِيَبْنِيَ ٱلْفُلْكَ حَسْبَمَا أَوْصَاهُ يَهْوَهُ. — اقرإ العبرانيين ١١:٧.
٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِنُوحٍ؟
٩ مِثْلَ نُوحٍ، نُحَاوِلُ دَائِمًا أَنْ نَبْقَى «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ». (١ كو ١٥:٥٨) وَهٰذَا يَشْمُلُ بِنَاءَ وَصِيَانَةَ أَمَاكِنِ ٱلْعِبَادَةِ، ٱلتَّطَوُّعَ لِلْمُسَاعَدَةِ فِي ٱلْمَحَافِلِ، وَٱلْعَمَلَ فِي مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ أَوْ مَكَاتِبِ ٱلتَّرْجَمَةِ عَنْ بُعْدٍ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّنَا مَشْغُولُونَ بِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ، عَالِمِينَ أَنَّهُ يُقَوِّي رَجَاءَنَا بِٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَقَدْ لَاحَظَتْ أُخْتٌ أَمِينَةٌ أَنَّ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ تَتَحَدَّثُ إِلَيْهِمْ عَنْ رَجَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ يَائِسُونَ وَلَا يَتَوَقَّعُونَ أَيَّ حَلٍّ لِمَشَاكِلِهِمْ. مِنْ هُنَا، أَلَا يُقَوِّي عَمَلُ ٱلتَّبْشِيرِ رَجَاءَنَا بِٱلْمُسْتَقْبَلِ وَيَزِيدُ تَصْمِيمَنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ؟! — ١ كو ٩:٢٤.
عِنْدَمَا نُخْطِئُ
١٠ أَيُّ وَضْعٍ مَرَّ بِهِ دَاوُدُ؟
١٠ قَالَ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ إِنَّهُ ‹رَجُلٌ يُوَافِقُ قَلْبَهُ›. (اع ١٣:٢٢) وَبِٱلْفِعْلِ، بَرْهَنَ مَسْلَكُ حَيَاتِهِ أَنَّهُ إِنْسَانٌ أَمِينٌ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱرْتَكَبَ ذَاتَ مَرَّةٍ خَطِيَّةً خَطِيرَةً. فَقَدْ زَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ. وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُ خَطَّطَ لِقَتْلِ زَوْجِهَا أُورِيَّا فِي ٱلْمَعْرَكَةِ كَيْ يُخْفِيَ خَطَأَهُ. حَتَّى إِنَّهُ أَرْسَلَ بِيَدِ أُورِيَّا نَفْسِهِ وَرَقَةَ إِعْدَامِهِ! (٢ صم ١١:١-٢١) وَلٰكِنْ فِي ٱلنِّهَايَةِ كُشِفَ أَمْرُهُ. (مر ٤:٢٢) فَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ؟
١١، ١٢ (أ) أَيُّ أَمْرٍ لَمْ يَسْتَطِعْ دَاوُدُ فِعْلَهُ؟ (ب) بِمَ نَثِقُ حِينَ نَتُوبُ تَوْبَةً صَادِقَةً؟
١١ مَا لَمْ يَسْتَطِعْ فِعْلَهُ: لَمْ يَقْدِرْ دَاوُدُ أَنْ يَرْجِعَ بِٱلزَّمَنِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَيُصَحِّحَ خَطَأَهُ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَيْضًا أَنْ يُفْلِتَ مِنْ عَوَاقِبِ خَطِيَّتِهِ. حَتَّى إِنَّهُ عَانَى بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ بِسَبَبِ مَا فَعَلَ. (٢ صم ١٢:١٠-١٢، ١٤) لِذٰلِكَ ٱحْتَاجَ دَاوُدُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ. فَقَدْ لَزِمَ أَنْ يَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَغْفِرُ لَهُ عَلَى أَسَاسِ تَوْبَتِهِ ٱلصَّادِقَةِ، وَسَيُسَاعِدُهُ عَلَى تَحَمُّلِ ٱلْعَوَاقِبِ.
١٢ وَنَحْنُ أَيْضًا، نُخْطِئُ بِسَبَبِ نَقْصِنَا. حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَرْتَكِبُ خَطَايَا خَطِيرَةً. وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَحِّحَهَا، فَنُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِ عَوَاقِبِهَا. (غل ٦:٧) لٰكِنَّنَا نَثِقُ بِوَعْدِ ٱللهِ لَنَا أَنَّنَا إِذَا تُبْنَا فَسَيَدْعَمُنَا، وَلَوْ كُنَّا نَحْنُ ٱلْمَلُومِينَ عَلَى مَشَاكِلِنَا. — اقرأ اشعيا ١:١٨، ١٩؛ اعمال ٣:١٩.
١٣ كَيْفَ شُفِيَ دَاوُدُ رُوحِيًّا؟
١٣ مَا ٱسْتَطَاعَ فِعْلَهُ: لَمْ يَتَخَلَّ يَهْوَهُ عَنْ دَاوُدَ بَلْ سَاعَدَهُ لِكَيْ يُشْفَى رُوحِيًّا. وَهُوَ قَبِلَ ٱلْمُسَاعَدَةَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. فَتَجَاوَبَ مَعَ تَوْبِيخِ ٱلنَّبِيِّ نَاثَانَ. (٢ صم ١٢:١٣) كَمَا صَلَّى بِحَرَارَةٍ، ٱعْتَرَفَ بِخَطَايَاهُ، وَطَلَبَ رِضَى يَهْوَهَ. (مز ٥١:١-١٧) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، لَمْ يَدَعِ ٱلْإِحْسَاسَ بِٱلذَّنْبِ يَشُلُّهُ. بَلْ تَعَلَّمَ مِنْ أَخْطَائِهِ، وَلَمْ يُكَرِّرْهَا مَرَّةً ثَانِيَةً. وَقَدْ حَافَظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ حَتَّى مَوْتِهِ، تَارِكًا سِجِلًّا أَمِينًا عِنْدَ يَهْوَهَ. — عب ١١:٣٢-٣٤.
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ دَاوُدَ؟
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ دَاوُدَ؟ إِذَا ٱرْتَكَبْنَا خَطِيَّةً خَطِيرَةً، يَجِبُ أَنْ نَتُوبَ تَوْبَةً صَادِقَةً، نَعْتَرِفَ لِيَهْوَهَ بِخَطَايَانَا، وَنَطْلُبَ غُفْرَانَهُ. (١ يو ١:٩) وَعَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُخْبِرَ ٱلشُّيُوخَ بِمُشْكِلَتِنَا لِيُسَاعِدُونَا رُوحِيًّا. (اقرأ يعقوب ٥:١٤-١٦.) وَعِنْدَمَا نَقْبَلُ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ، نُظْهِرُ ثِقَتَنَا بِغُفْرَانِهِ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنْ أَخْطَائِنَا، نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ، وَنَنْظُرَ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ نَظْرَةً إِيجَابِيَّةً. — عب ١٢:١٢، ١٣.
عِنْدَمَا نُوَاجِهُ حَالَاتٍ أُخْرَى
١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ حَنَّةَ؟
١٥ نَقْرَأُ عَنْ خُدَّامٍ أُمَنَاءَ آخَرِينَ وَاجَهُوا أَيْضًا ظُرُوفًا صَعْبَةً، لٰكِنَّهُمُ ٱتَّكَلُوا عَلَى يَهْوَهَ وَلَمْ يَقِفُوا مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي. مَثَلًا، لَمْ تُرْزَقْ حَنَّةُ بِأَوْلَادٍ وَلَمْ تَسْتَطِعْ حَلَّ هٰذِهِ ٱلْمُشْكِلَةِ بِنَفْسِهَا. إِلَّا أَنَّهَا ٱتَّكَلَتْ عَلَى يَهْوَهَ، فَسَكَبَتْ لَهُ قَلْبَهَا فِي ٱلصَّلَاةِ وَٱسْتَمَرَّتْ ١ صم ١:٩-١١) أَلَيْسَ هٰذَا دَرْسًا رَائِعًا لَنَا؟! فَحِينَ نُعَانِي مَشَاكِلَ صِحِّيَّةً أَوْ ظُرُوفًا أُخْرَى خَارِجَةً عَنْ إِرَادَتِنَا، لِنُلْقِ كُلَّ هَمِّنَا عَلَى يَهْوَهَ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا. (١ بط ٥:٦، ٧) وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، لِنَبْذُلْ مَا فِي وِسْعِنَا لِنَسْتَفِيدَ مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْبَرَامِجِ ٱلرُّوحِيَّةِ. — عب ١٠:٢٤، ٢٥.
فِي عِبَادَتِهِ فِي ٱلْمَسْكَنِ. (١٦ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْآبَاءُ مِنْ صَمُوئِيلَ؟
١٦ وَمِثَالُ صَمُوئِيلَ ٱلْمُسِنِّ يُسَاعِدُ ٱلْآبَاءَ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلَّذِينَ يَتْرُكُ أَوْلَادُهُمُ ٱلْحَقَّ. فَهُوَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُقْنِعَ ٱبْنَيْهِ ٱلرَّاشِدَيْنِ أَنْ يُحَافِظَا عَلَى وَلَائِهِمَا، لِذَا تَرَكَ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. (١ صم ٨:١-٣) وَمِنْ جِهَتِهِ، بَذَلَ جُهْدَهُ لِيَبْقَى هُوَ وَلِيًّا لِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَيُفَرِّحَ قَلْبَهُ. (ام ٢٧:١١) وَٱلْيَوْمَ، يُوَاجِهُ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ وَضْعًا مُمَاثِلًا. مَعَ ذٰلِكَ، هُمْ وَاثِقُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَنْتَظِرُ أَنْ يَتُوبَ ٱلْخَاطِئُ وَيَرْجِعَ إِلَيْهِ، تَمَامًا كَٱلْأَبِ فِي مَثَلِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ. (لو ١٥:٢٠) وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَجْتَهِدُونَ لِيَبْقَوْا أُمَنَاءَ لِإِلٰهِهِمْ، وَيَأْمُلُونَ أَنْ يَتَأَثَّرَ أَوْلَادُهُمْ بِمِثَالِهِمِ ٱلْحَسَنِ وَيَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ.
١٧ كَيْفَ يُشَجِّعُنَا مِثَالُ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْفَقِيرَةِ؟
١٧ فَكِّرْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْفَقِيرَةِ أَيَّامَ يَسُوعَ. (اقرأ لوقا ٢١:١-٤.) فَلَمْ يَكُنْ بِٱسْتِطَاعَتِهَا أَنْ تُزِيلَ ٱلْفَسَادَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ. (مت ٢١:١٢، ١٣) وَمَا كَانَ بِيَدِهَا أَيْضًا أَنْ تُحَسِّنَ وَضْعَهَا ٱلِٱقْتِصَادِيَّ. مَعَ ذٰلِكَ، تَبَرَّعَتْ ‹بِفَلْسَيْنِ› كَانَا «كُلَّ ٱلْمَعِيشَةِ ٱلَّتِي لَهَا»، أَيْ كُلَّ مَا تَمْلِكُ. فَقَدْ وَثِقَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلْأَمِينَةُ تَمَامًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُؤَمِّنُ حَاجَاتِهَا ٱلْمَادِّيَّةَ مَا دَامَتْ تَطْلُبُ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا. نَحْنُ أَيْضًا نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُزَوِّدُنَا بِحَاجَاتِنَا إِنْ طَلَبْنَا ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. — مت ٦:٣٣.
١٨ اُذْكُرْ مِثَالَ أَخٍ حَافَظَ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ.
١٨ وَفِي أَيَّامِنَا، هُنَالِكَ أَمْثِلَةٌ كَثِيرَةٌ لِإِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ يَتَّكِلُونَ عَلَى يَهْوَهَ. وَهُمْ يُرَكِّزُونَ فَقَطْ عَلَى مَا يَسْتَطِيعُونَ فِعْلَهُ. وَأَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ هُوَ ٱلْأَخُ مَالْكُومُ ٱلَّذِي بَقِيَ أَمِينًا حَتَّى مَوْتِهِ عَامَ ٢٠١٥. فَقَدْ مَرَّ هُوَ وَزَوْجَتُهُ بِأَوْقَاتٍ حُلْوَةٍ وَأُخْرَى صَعْبَةٍ خِلَالَ سَنَوَاتِ خِدْمَتِهِمَا. قَالَ: «اَلْحَيَاةُ مُتَقَلِّبَةٌ أَحْيَانًا، وَمَلِيئَةٌ بِٱلْمُفَاجَآتِ وَٱلْمَشَقَّاتِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ مَنْ يَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ». لِذَا نَصَحَ: «صَلِّ كَيْ تَكُونَ فَعَّالًا وَنَشِيطًا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ. رَكِّزْ عَلَى مَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ، لَا عَلَى مَا لَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ». *
١٩ (أ) لِمَ آيَتُنَا ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٧ مُلَائِمَةٌ؟ (ب) كَيْفَ سَتُطَبِّقُ ٱلْآيَةَ ٱلسَّنَوِيَّةَ فِي حَيَاتِكَ؟
١٩ فِيمَا يَسِيرُ هٰذَا ٱلْعَالَمُ ٱلشِّرِّيرُ «مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ»، نَتَوَقَّعُ أَنْ نُوَاجِهَ ٱلْمَزِيدَ وَٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ. (٢ تي ٣:١، ١٣) لِذَا مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ تَكُونَ آيَتُنَا ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٧: ‹اِتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ وَٱفْعَلُوا ٱلْخَيْرَ›. (مز ٣٧:٣) فَلْنُصَمِّمِ ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى أَلَّا نَدَعَ هٰذِهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ تَشُلُّنَا. وَلْنُقَوِّ ثِقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَنُرَكِّزْ عَلَى مَا نَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ.
آيَتُنَا ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٧: اِتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ وَٱفْعَلُوا ٱلْخَيْرَ. — مزمور ٣٧:٣.