كيف تشعر لو اكتشفت انك انت او احد احبائك مصاب باضطراب نفسي؟‏ لا داعي للقلق،‏ فالامراض النفسية قابلة للعلاج.‏ * اليك في ما يلي معلومات ضرورية تعطيك صورة واضحة عنها.‏

«تصيب الاضطرابات النفسية مئات الملايين حول العالم وتؤثر في حياة احبائهم.‏ ويعاني شخص واحد من كل اربعة من مرض نفسي في وقت ما في حياته.‏ ويُعدّ الاكتئاب اهم مسببات العجز عالميا،‏ في حين ان الفُصام والاضطراب الثنائي القطب هما من اشد الاضطرابات وأسوإها.‏ .‏ .‏ .‏ ومع ان اعدادا هائلة تقع ضحية هذه الامراض،‏ لا يزال المصابون يتكتَّمون على حالتهم او يهملونها او يتعرضون لمعاملة ظالمة بسببها».‏ —‏ منظمة الصحة العالمية (‏WHO‏)‏.‏

وفقا لمنظمة الصحة العالمية،‏ يمتنع العديد من المصابين عن طلب العلاج بسبب وصمة العار التي ترافق الاضطرابات النفسية.‏

ذكر «التحالف الوطني للامراض العقلية» ان ٦٠ في المئة تقريبا من الراشدين الاميركيين وحوالي نصف الاولاد (‏٨-‏١٥ سنة)‏ المصابين بأمراض نفسية لم يتلقوا العلاج في العام الماضي،‏ رغم ان معظمها قابل للشفاء.‏

يعرِّف الخبراء الاضطرابات النفسية بأنها خلل ملحوظ في تفكير المرء،‏ مشاعره،‏ وسلوكه.‏ وهي تعطِّل قدرته على التعامل مع الآخرين ومواجهة متطلبات الحياة.‏

فضلا عن ذلك،‏ تختلف شدة الاعراض وطولها باختلاف الاشخاص والاضطرابات والظروف.‏ والجميع عرضة للامراض النفسية بغض النظر عن جنسهم،‏ عمرهم،‏ ثقافتهم،‏ عرقهم،‏ دينهم،‏ ومستوى دخلهم او تعليمهم.‏ ولا تنتج الاضطرابات النفسية عن اي ضعف او عيب في الشخصية.‏ وبإمكان المصابين ان يعالَجوا بنيل العناية الطبية المناسبة،‏ فيعيشوا حياة مثمرة وسعيدة.‏

ينجح العاملون في مجال الصحة النفسية والعقلية في علاج اضطرابات عديدة.‏ والخطوة الاساسية الاولى هي الخضوع لتقييم شامل يجريه اختصاصي كفء في معالجة الامراض النفسية.‏

ولكن لا يستفيد المصابون من هذا التقييم الا اذا قبلوا العلاج المناسب.‏ فعليهم مثلا ألا يترددوا في التحدث الى الآخرين عن حالتهم.‏ فقد يتطلب العلاج ان يتكلموا مع اختصاصيين مدرَّبين يساعدونهم على فهم مرضهم وحل مشاكلهم اليومية ويشجعونهم على الاستمرار في العلاج.‏ وبإمكان احد الاقارب او الاصدقاء ان يلعب دورا ايجابيا خلال هذه الاستشارات عبر تقديم الدعم والتشجيع.‏

وقد تعلَّم اشخاص كثيرون كيف يتعايشون مع الامراض النفسية بعدما فهموا وضعهم فهما افضل واتَّبعوا العلاج الموصوف لهم.‏ يخبر مارك المقتبس منه آنفا:‏ «لم نكن نعرف إلا القليل عن الاضطرابات النفسية قبل تشخيص مرض زوجتي.‏ لكننا مع الوقت تعلَّمنا ان نعيش كل يوم بيومه ونتكيَّف مع وضعنا.‏ ونحن نستفيد من دعم الاختصاصيين البارعين والاقارب والاصدقاء».‏

وتثنِّي كلوديا على كلام زوجها،‏ قائلة:‏ «شعرت في البداية ان التشخيص حكمٌ بالسجن مدى  الحياة.‏ صحيح ان مرضي يقيِّدنا نحن الاثنين،‏ لكنِّي ادركت ان تخطي الحواجز ممكن مهما علت.‏ لذا أتعايش مع مرضي بالتعاون مع الفريق الذي يعالجني،‏ تنمية الصداقات،‏ والمضي قدما خطوة فخطوة».‏

لا يذكر الكتاب المقدس ان الاهتمام بالروحيات يشفي الامراض.‏ مع ذلك،‏ تستمد عائلات كثيرة حول العالم التعزية والقوة من تعاليمه.‏ على سبيل المثال،‏ تؤكد لنا الاسفار المقدسة ان خالقنا المحب يهتم بمواساة «المنكسري القلب» و «المنسحقي الروح».‏ —‏ مزمور ٣٤:‏١٨‏.‏

صحيح ان الكتاب المقدس ليس كتابا طبيًّا الا انه يقدِّم ارشادات عملية تساعدنا ان نتكيَّف مع المشاعر الاليمة والظروف العصيبة.‏ وهو يحمل لنا ايضا رجاء العيش على الارض بلا الم ولا مرض.‏ تعد كلمة اللّٰه:‏ «حينئذ تنفتح عيون العمي،‏ وآذان الصم تتفتح.‏ حينئذ يقفز الاعرج كالأيل،‏ ويهلِّل لسان الابكم».‏ —‏ اشعيا ٣٥:‏​٥،‏ ٦‏.‏