الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اقتدِ بتواضع يسوع وحنانه

اقتدِ بتواضع يسوع وحنانه

‏«اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ،‏ تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ».‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١‏.‏

١ لِمَ يُقَرِّبُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏

نَحْنُ عَادَةً نَتَمَثَّلُ بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نُعْجَبُ بِشَخْصِيَّاتِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ.‏ وَمِنْ بَيْنِ كُلِّ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لَيْسَ هُنَاكَ شَخْصٌ أَجْدَرُ مِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ.‏ وَلِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏ لِأَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ فَيَسُوعُ يَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ أَبِيهِ كَامِلًا بِحَيْثُ إِنَّ رُؤْيَةَ ٱلِٱبْنِ هِيَ بِمَثَابَةِ رُؤْيَةِ ٱلْآبِ.‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا نَقْتَدِي بِيَسُوعَ،‏ نَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ،‏ أَعْظَمِ شَخْصِيَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ شَرَفٍ عَظِيمٍ!‏

٢،‏ ٣ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا ضَمَّنَ يَهْوَهُ كَلِمَتَهُ صُورَةً وَاضِحَةً لِٱبْنِهِ،‏ وَمَاذَا يَطْلُبُ مِنَّا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٢ وَلٰكِنْ كَيْفَ عَسَانَا نَعْرِفُ شَخْصِيَّةَ يَسُوعَ؟‏ اَلشُّكْرُ لِيَهْوَهَ أَنَّ كَلِمَتَهُ ٱلْمُوحَى بِهَا تَرْسُمُ لَنَا صُورَةً وَاضِحَةً لِيَسُوعَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ يُرِيدُ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِٱبْنِهِ لِنَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏)‏ وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يُشَبَّهُ ٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي تَرَكَهُ يَسُوعُ ‹بِٱلْخُطُوَاتِ›،‏ أَوْ آثَارِ ٱلْأَقْدَامِ.‏ فَكَمَا لَوْ أَنَّ يَهْوَهَ يَقُولُ لَنَا أَنْ نَمْشِيَ خَلْفَ يَسُوعَ وَنَجْعَلَ خُطُوَاتِنَا تَتَطَابَقُ مَعَ خُطُوَاتِهِ.‏ طَبْعًا،‏ تَرَكَ يَسُوعُ لَنَا مِثَالًا كَامِلًا وَنَحْنُ بَعِيدُونَ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنِ ٱلْكَمَالِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ بِشَكْلٍ كَامِلٍ،‏ بَلْ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلتَّمَثُّلِ بِٱبْنِهِ عَلَى قَدْرِ مَا يَسْمَحُ لَنَا نَقْصُنَا ٱلْبَشَرِيُّ.‏

٣ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُحَبَّبَةِ.‏ سَنَتَحَدَّثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنْ تَوَاضُعِهِ وَحَنَانِهِ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَتَكَلَّمُ عَنْ شَجَاعَتِهِ وَتَمْيِيزِهِ.‏ وَعِنْدَ مُنَاقَشَةِ كُلِّ صِفَةٍ،‏ سَنُجِيبُ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ مَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟‏ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا؟‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ؟‏

اَلتَّوَاضُعُ

٤ مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟‏

٤ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلْغُرُورِ،‏ يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ دَلَالَةٌ عَلَى ٱلضُّعْفِ أَوْ عَدَمِ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْعَكْسَ هُوَ ٱلصَّحِيحُ.‏ فَإِظْهَارُ ٱلتَّوَاضُعِ يَتَطَلَّبُ ٱلْقُوَّةَ وَٱلشَّجَاعَةَ.‏ فَمَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟‏ يُعَرَّفُ ٱلتَّوَاضُعُ أَنَّهُ «عَدَمُ ٱلتَّكَبُّرِ وَٱلتَّعَاظُمِ».‏ وَهُوَ مَوْقِفٌ عَقْلِيٌّ يَبْدَأُ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَنْظُرُ بِهَا إِلَى أَنْفُسِنَا.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ يَذْكُرُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «اَلتَّوَاضُعُ هُوَ أَنْ نَعْرِفَ كَمْ نَحْنُ وَضِيعُونَ أَمَامَ ٱللهِ».‏ وَإِذَا كُنَّا فِعْلًا مُتَوَاضِعِينَ،‏ نَكُونُ مُتَحَفِّظِينَ فِي تَقْدِيرِ أَنْفُسِنَا وَلَا نَتَرَفَّعُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏رو ١٢:‏٣‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ إِظْهَارُ ٱلتَّوَاضُعِ،‏ وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نُنَمِّيَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ إِنْ تَأَمَّلْنَا فِي مَكَانَتِنَا أَمَامَ ٱللهِ وَٱتَّبَعْنَا خُطُوَاتِ ٱبْنِهِ.‏

٥،‏ ٦ ‏(‏أ)‏ مَنْ هُوَ مِيخَائِيلُ رَئِيسُ ٱلْمَلَائِكَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَعْرَبَ مِيخَائِيلُ عَنْ مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ؟‏

٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ؟‏ لِٱبْنِ ٱللهِ سِجِلٌّ طَوِيلٌ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ،‏ سَوَاءٌ كَمَخْلُوقٍ رُوحَانِيٍّ قَدِيرٍ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ كَإِنْسَانٍ كَامِلٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏

٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمَوْقِفِ ٱلَّذِي تَحَلَّى بِهِ يَسُوعُ.‏ لَقَدْ أَعْطَى يَهُوذَا مِثَالًا عَنْ تَوَاضُعِ ٱبْنِ ٱللهِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ‏(‏اقرأ يهوذا ٩‏.‏)‏ فَبِصِفَتِهِ مِيخَائِيلَ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ،‏ «خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُجَادِلًا إِيَّاهُ حَوْلَ جَسَدِ مُوسَى».‏ تَذَكَّرْ أَنَّهُ بَعْدَ مَوْتِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ،‏ دَفَنَهُ يَهْوَهُ فِي مَكَانٍ مَجْهُولٍ.‏ (‏تث ٣٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَرُبَّمَا أَرَادَ إِبْلِيسُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ جُثَّةَ مُوسَى لِيُرَوِّجَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْبَاطِلَةَ.‏ لٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ هَدَفِهِ ٱلْخَبِيثِ،‏ ٱتَّخَذَ يَسُوعُ مَوْقِفًا شُجَاعًا.‏ يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّ ٱلْكَلِمَتَيْنِ ٱلْيُونَانِيَّتَيْنِ ٱلْمَنْقُولَتَيْنِ إِلَى «خَاصَمَ» وَ «مُجَادِلًا» «تُسْتَخْدَمَانِ أَيْضًا فِي ٱلدَّعَاوَى ٱلْقَضَائِيَّةِ» وَقَدْ تَدُلَّانِ أَنَّ «مِيخَائِيلَ ‹ٱعْتَرَضَ عَلَى حَقِّ إِبْلِيسَ› فِي أَخْذِ جَسَدِ مُوسَى».‏ عَلَى أَنَّ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ أَدْرَكَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَدِينَ ٱلشَّيْطَانَ.‏ فَأَحَالَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلدَّيَّانِ ٱلْأَسْمَى،‏ يَهْوَهَ.‏ وَبِذٰلِكَ،‏ لَمْ يَتَعَدَّ صَلَاحِيَّاتِهِ حَتَّى عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ.‏ فَيَا لَمَوْقِفِهِ ٱلْمُتَوَاضِعِ!‏

٧ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ مُتَوَاضِعًا بِكَلَامِهِ وَأَعْمَالِهِ؟‏

٧ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ ٱلْحَقِيقِيَّ قَوْلًا وَعَمَلًا خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ فَهُوَ بِكَلَامِهِ لَمْ يَجْذِبِ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى نَفْسِهِ،‏ بَلْ جَلَبَ كُلَّ ٱلْمَجْدِ لِأَبِيهِ.‏ (‏مر ١٠:‏١٧،‏ ١٨؛‏ يو ٧:‏١٦‏)‏ وَلَمْ يُكَلِّمْ تَلَامِيذَهُ يَوْمًا بِتَعَالٍ أَوْ يَجْعَلْهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَدْنَى مِنْهُ شَأْنًا،‏ بَلْ أَكْرَمَهُمْ بِمَدْحِهِمْ عَلَى حَسَنَاتِهِمْ وَبِتَعْبِيرِهِ عَنِ ٱلثِّقَةِ بِهِمْ.‏ (‏لو ٢٢:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ يو ١:‏٤٧‏)‏ وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي أَعْمَالِهِ.‏ فَقَدِ ٱخْتَارَ أَنْ يَعِيشَ عِيشَةً مُتَوَاضِعَةً لَا تُعِيقُهَا ٱلْمُمْتَلَكَاتُ ٱلْمَادِّيَّةُ ٱلْكَثِيرَةُ.‏ (‏مت ٨:‏٢٠‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ أَنْجَزَ أَدْنَى ٱلْأَعْمَالِ.‏ (‏يو ١٣:‏٣-‏١٥‏)‏ كَمَا أَظْهَرَ بِٱلطَّاعَةِ تَوَاضُعًا لَا مَثِيلَ لَهُ.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏.‏)‏ فَبِخِلَافِ ٱلنَّاسِ ٱلْمُتَعَجْرِفِينَ ٱلَّذِينَ يَأْبَوْنَ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلطَّاعَةِ،‏ خَضَعَ بِتَوَاضُعٍ لِمَشِيئَةِ ٱللهِ،‏ «طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ».‏ أَفَلَيْسَ وَاضِحًا أَنَّ يَسُوعَ،‏ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ،‏ كَانَ «مُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ»؟‏ —‏ مت ١١:‏٢٩‏.‏

اِقْتَدِ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ

٨،‏ ٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏

٨ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏ يَمْنَعُنَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْمُتَوَاضِعُ مِنْ تَخَطِّي صَلَاحِيَّاتِنَا.‏ فَإِذَا أَدْرَكْنَا أَنَّ ٱلدَّيْنُونَةَ لَيْسَتْ لَنَا،‏ لَا نُسَارِعُ إِلَى ٱنْتِقَادِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى أَخْطَائِهِمْ أَوِ ٱلتَّشْكِيكِ فِي دَوَافِعِهِمْ.‏ (‏لو ٦:‏٣٧؛‏ يع ٤:‏١٢‏)‏ كَمَا يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَلَّا نَكُونَ ‹أَبْرَارًا بِإِفْرَاطٍ›،‏ نَاظِرِينَ نَظْرَةً فَوْقِيَّةً إِلَى مَنْ لَا يَتَمَتَّعُونَ بِمَقْدِرَاتِنَا وَٱمْتِيَازَاتِنَا.‏ (‏جا ٧:‏١٦‏)‏ وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ لَا يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ أَسْمَى مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ بَلْ يَتَصَرَّفُونَ كَأَصْغَرَ ‹مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُمْ›.‏ —‏ في ٢:‏٣؛‏ لو ٩:‏٤٨‏.‏

٩ تَأَمَّلْ فِي مَوْقِفِ و.‏ ج.‏ ثُورْنَ ٱلَّذِي خَدَمَ نَاظِرًا جَائِلًا مُنْذُ ١٨٩٤.‏ فَبَعْدَمَا أَمْضَى سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ،‏ دُعِيَ إِلَى مَزْرَعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ شَمَالِيَّ وِلَايَةِ نْيُويُورْك وَعَمِلَ فِي قُنِّ ٱلدَّجَاجِ.‏ عَبَّرَ قَائِلًا:‏ «كُلَّمَا حَسِبْتُ أَنَّنِي رَفِيعُ ٱلْقَدْرِ،‏ ٱنْزَوَيْتُ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ،‏ وَقُلْتُ:‏ ‹أَنْتَ يَا ذَرَّةَ غُبَارٍ صَغِيرَةً.‏ مَاذَا لَدَيْكَ لِتَفْتَخِرَ بِهِ؟‏›».‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٤٠:‏١٢-‏١٥‏.‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ!‏

١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ بِكَلَامِنَا وَأَعْمَالِنَا أَنَّنَا مُتَوَاضِعُونَ؟‏

١٠ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي كَلَامِنَا؟‏ إِذَا كُنَّا فِعْلًا مُتَّضِعِي ٱلْقَلْبِ،‏ يَنْعَكِسُ ٱلتَّوَاضُعُ فِي أَقْوَالِنَا.‏ (‏لو ٦:‏٤٥‏)‏ فَلَا يَكُونُ تَرْكِيزُنَا فِي مُحَادَثَاتِنَا عَلَى إِنْجَازَاتِنَا وَٱمْتِيَازَاتِنَا،‏ بَلْ نَبْحَثُ عَنْ حَسَنَاتِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَنَمْدَحُهُمْ عَلَى صِفَاتِهِمْ وَقُدُرَاتِهِمْ وَإِنْجَازَاتِهِمْ.‏ (‏ام ٢٧:‏٢؛‏ ام ١٥:‏٢٣‏)‏ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى أَعْمَالِنَا،‏ فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ لَا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ ٱلْبُرُوزِ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ بَلْ يُفَضِّلُونَ أَنْ يَعِيشُوا حَيَاةً بَسِيطَةً،‏ حَتَّى أَنْ يَقُومُوا بِمَا قَدْ يَعُدُّهُ ٱلْعَالَمُ عَمَلًا وَضِيعًا بِهَدَفِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ.‏ (‏١ تي ٦:‏٦،‏ ٨‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ نَحْنُ نُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ حِينَ نَكُونُ طَائِعِينَ.‏ فَيَلْزَمُنَا ٱتِّضَاعُ ٱلْعَقْلِ ‹لِنُطِيعَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ› فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلِنَقْبَلَ وَنَتْبَعَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي نَتَلَقَّاهُ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ.‏ —‏ عب ١٣:‏١٧‏.‏

اَلْحَنَانُ

١١ مَا هُوَ ٱلْحَنَانُ؟‏

١١ يُعَرَّفُ ٱلْحَنَانُ أَنَّهُ «شُعُورٌ رَقِيقٌ بِٱلْعَطْفِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلشَّفَقَةِ».‏ وَهُوَ بِٱلتَّالِي أَحَدُ أَوْجُهِ ٱلْمَحَبَّةِ وَمُرَادِفٌ لِأَرَقِّ مَشَاعِرِ ٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَةِ.‏ (‏لو ١:‏٧٨؛‏ ٢ كو ١:‏٣؛‏ في ١:‏٨‏)‏ يُعَلِّقُ قَامُوسٌ تَفْسِيرِيٌّ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى دَعْوَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ إِلَى إِظْهَارِ ٱلْحَنَانِ،‏ قَائِلًا:‏ «لَيْسَتْ مُجَرَّدَ دَعْوَةٍ أَنْ نَشْعُرَ مَعَ ٱلْمُحْتَاجِينَ وَنَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ.‏ إِنَّمَا هِيَ دَعْوَةٌ أَنْ يَكُونَ ٱهْتِمَامُنَا بِٱلْآخَرِينَ مِنَ ٱلْقُوَّةِ بِحَيْثُ لَا نَبْقَى مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي،‏ بَلْ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ بِعَمَلٍ يُغَيِّرُ مَسَارَ حَيَاتِهِمْ وَيَمْنَحُهُمْ بِدَايَةً جَدِيدَةً».‏ فَٱلْحَنَانُ قُوَّةٌ تَحُثُّ عَلَى ٱلْعَمَلِ،‏ تَدْفَعُ صَاحِبَهَا إِلَى تَرْكِ بَصْمَةٍ جَمِيلَةٍ فِي حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ.‏

١٢ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ شَعَرَ بِٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَإِلَامَ دَفَعَتْهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟‏

١٢ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَنَانِ؟‏ لَقَدْ أَظْهَرَ ٱلْحَنَانَ شُعُورًا وَعَمَلًا.‏ فَعِنْدَمَا رَأَى مَرْيَمَ وَمَنْ مَعَهَا يَبْكُونَ عَلَى أَخِيهَا ٱلْمَيِّتِ لِعَازَرَ،‏ «ذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ» أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١١:‏٣٢-‏٣٥‏.‏)‏ ثُمَّ دَفَعَهُ شُعُورُهُ بِٱلشَّفَقَةِ أَوِ ٱلْحَنَانِ إِلَى إِقَامَةِ لِعَازَرَ،‏ وَهُوَ ٱلشُّعُورُ نَفْسُهُ ٱلَّذِي حَمَلَهُ أَيْضًا عَلَى إِقَامَةِ ٱبْنِ أَرْمَلَةِ نَايِينَ.‏ (‏لو ٧:‏١١-‏١٥؛‏ يو ١١:‏٣٨-‏٤٤‏)‏ وَهٰكَذَا أَتَاحَ أَمَامَ لِعَازَرَ ٱلْفُرْصَةَ لِيَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ.‏ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أَبْكَرَ،‏ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ،‏ «فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ» وَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً.‏ (‏مر ٦:‏٣٤‏،‏ ترجمة فاندايك‏)‏ وَكَمْ تَغَيَّرَتْ حَيَاةُ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ تَعَالِيمِهِ!‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ حَنَانَ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ شُعُورٍ.‏ فَقَدْ دَفَعَهُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلْمُبَادَرَةَ لِمُسَاعَدَةِ غَيْرِهِ.‏ —‏ مت ١٥:‏٣٢-‏٣٨؛‏ ٢٠:‏٢٩-‏٣٤؛‏ مر ١:‏٤٠-‏٤٢‏.‏

١٣ كَيْفَ تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِحَنَانٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

١٣ إِنَّ قَلْبَ يَسُوعَ ٱلْمَلِيءَ بِٱلْحَنَانِ دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ فِي كَلَامِهِ مَعَ ٱلنَّاسِ،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَظْلُومِينَ مِنْهُمْ.‏ لِذٰلِكَ طَبَّقَ ٱلرَّسُولُ مَتَّى عَلَيْهِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلْقَائِلَةَ:‏ «قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَكْسِرُ،‏ وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ».‏ (‏اش ٤٢:‏٣؛‏ مت ١٢:‏٢٠‏)‏ فَقَدْ كَانَ كَلَامُهُ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِ مَنْ هُمْ مِثْلُ قَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةِ سِرَاجٍ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ.‏ كَمَا كَرَزَ بِرِسَالَةِ رَجَاءٍ ‹لِيَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ›.‏ (‏اش ٦١:‏١‏)‏ وَدَعَا «ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ» أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ،‏ وَطَمْأَنَهُمْ أَنَّهُمْ ‹سَيَجِدُونَ ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِهِمْ›.‏ (‏مت ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وَأَكَّدَ لِأَتْبَاعِهِ أَنَّ ٱللهَ يَهْتَمُّ بِحَنَانٍ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ عُبَّادِهِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ «ٱلصِّغَارُ» ٱلَّذِينَ لَا يُبَالِي ٱلْعَالَمُ بِهِمْ.‏ —‏ مت ١٨:‏١٢-‏١٤؛‏ لو ١٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

اِقْتَدِ بِحَنَانِ يَسُوعَ

١٤ كَيْفَ تُنَمِّي مَشَاعِرَ ٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٤ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْحَنَانِ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟‏ أَوَّلًا بِمَشَاعِرِنَا.‏ حَتَّى لَوْ لَمْ نَكُنْ قَادِرِينَ بِٱلْفِطْرَةِ عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ،‏ يَحُضُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى تَنْمِيَتِهَا.‏ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ «عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ» جُزْءٌ مِنَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ يَلْبَسَهَا جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ ‏(‏اقرأ كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٢‏.‏)‏ فَكَيْفَ تُنَمِّي مَشَاعِرَ ٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ لِيَكُنْ قَلْبُكَ مُتَّسِعًا.‏ (‏٢ كو ٦:‏١١-‏١٣‏)‏ أَصْغِ بِٱنْتِبَاهٍ عِنْدَمَا يُخْبِرُكَ أَحَدٌ عَنْ مَشَاعِرِهِ وَهُمُومِهِ.‏ (‏يع ١:‏١٩‏)‏ شَغِّلْ مُخَيِّلَتَكَ وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ أَشْعُرُ لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ؟‏ وَإِلَامَ كُنْتُ سَأَحْتَاجُ؟‏›.‏ —‏ ١ بط ٣:‏٨‏.‏

١٥ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ كَقَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ خَامِدَةٍ؟‏

١٥ وَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْحَنَانِ بِأَعْمَالِنَا؟‏ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْحَنُونَ يَتْرُكُ بَصْمَةً جَمِيلَةً فِي حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ كَقَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ خَامِدَةٍ.‏ فَكَيْفَ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْعَوْنِ؟‏ تَقُولُ رُومَا ١٢:‏١٥‏:‏ «اِبْكُوا مَعَ ٱلْبَاكِينَ».‏ فَرُبَّمَا يَحْتَاجُ ٱلْمُنْسَحِقُ إِلَى ٱلتَّعَاطُفِ أَكْثَرَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْحُلُولِ.‏ تُعَبِّرُ أُخْتٌ تَعَزَّتْ بِوُجُودِ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى جَانِبِهَا بَعْدَ مَوْتِ ٱبْنَتِهَا،‏ قَائِلَةً:‏ «قَدَّرْتُ كَثِيرًا مَجِيءَ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَمُجَرَّدَ بُكَائِهِمْ مَعِي».‏ وَيُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ أَيْضًا عِنْدَمَا نَقُومُ بِأَعْمَالٍ لَطِيفَةٍ.‏ فَهَلْ تَعْرِفُ أَرْمَلَةً تَحْتَاجُ إِلَى إِصْلَاحِ شَيْءٍ فِي بَيْتِهَا؟‏ وَهَلْ هُنَالِكَ مَسِيحِيٌّ مُسِنٌّ يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يُقِلُّهُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ ٱلْخِدْمَةِ،‏ أَوِ ٱلطَّبِيبِ؟‏ إِنَّ عَمَلًا لَطِيفًا وَلَوْ صَغِيرًا لَهُ أَثَرٌ كَبِيرٌ فِي حَيَاةِ رَفِيقِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُحْتَاجِ.‏ (‏١ يو ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ غَيْرَ أَنَّ أَهَمَّ طَرِيقَةٍ نُظْهِرُ بِهَا ٱلْحَنَانَ هِيَ ٱلِٱشْتِرَاكُ كَامِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَهٰذِهِ أَجْمَلُ بَصْمَةٍ يُمْكِنُ أَنْ نَتْرُكَهَا فِي حَيَاةِ مُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ.‏

هَلْ لَدَيْكَ ٱهْتِمَامٌ حَقِيقِيٌّ بِرُفَقَائِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٦ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ ٱلْمُكْتَئِبِينَ؟‏

١٦ يَظْهَرُ ٱلْحَنَانُ أَيْضًا بِكَلَامِنَا.‏ فَهُوَ يَدْفَعُنَا أَنْ ‹نُعَزِّيَ ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ›.‏ (‏١ تس ٥:‏١٤‏)‏ وَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ؟‏ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ بِٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا ٱلْحَقِيقِيِّ بِهِمْ.‏ وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَمْدَحَهُمْ مَدْحًا صَادِقًا يُبَيِّنُ لَهُمْ صِفَاتِهِمِ ٱلْجَمِيلَةَ وَمَقْدِرَاتِهِمْ.‏ كَمَا نَقْدِرُ أَنْ نُذَكِّرَهُمْ بِأَنَّ يَهْوَهَ ٱجْتَذَبَهُمْ إِلَى ٱبْنِهِ،‏ مَا يَعْنِي أَنَّهُمْ ثَمِينُونَ فِي نَظَرِهِ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَمْئِنَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِخُدَّامِهِ «ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ» أَوِ «ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ».‏ (‏مز ٣٤:‏١٨‏)‏ حَقًّا،‏ تَلْعَبُ كَلِمَاتُنَا ٱلْمُفْعَمَةُ بِٱلْحَنَانِ دَوْرًا فِي شِفَاءِ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ.‏ —‏ ام ١٦:‏٢٤‏.‏

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلشُّيُوخُ خِرَافَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٧ وَيَا أَيُّهَا ٱلشُّيُوخُ،‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ مِنْكُمْ أَنْ تُعَامِلُوا خِرَافَهُ بِحَنَانٍ وَرِقَّةٍ.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ تَذَكَّرُوا أَنَّ مَسْؤُولِيَّتَكُمْ هِيَ إِطْعَامُهُمْ وَتَشْجِيعُهُمْ وَإِنْعَاشُهُمْ.‏ (‏اش ٣٢:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بط ٥:‏٢-‏٤‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ فَإِنَّ ٱلشَّيْخَ ٱلْحَنُونَ لَا يُحَاوِلُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي ٱلْخِرَافِ.‏ فَهُوَ لَا يَسُنُّ ٱلْقَوَانِينَ وَلَا يُشْعِرُهُمْ بِٱلذَّنْبِ كَيْ يَضْغَطَ عَلَيْهِمْ لِيَفْعَلُوا ٱلْمَزِيدَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَظُرُوفُهُمْ لَا تَسْمَحُ لَهُمْ بِذٰلِكَ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ يَسْعَى أَنْ يَبْعَثَ ٱلْفَرَحَ فِي قُلُوبِهِمْ،‏ وَاثِقًا أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ لِيَهْوَهَ سَتَدْفَعُهُمْ إِلَى خِدْمَتِهِ كَامِلًا.‏ —‏ مت ٢٢:‏٣٧‏.‏

١٨ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي تَوَاضُعِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِهِ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ صِفَتَيْنِ إِضَافِيَّتَيْنِ تَحَلَّى بِهِمَا يَسُوعُ:‏ اَلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ.‏