محادثة في موضوع من الكتاب المقدس
هل يؤمن شهود يهوه بيسوع؟
ما يلي محادثة نموذجية بين شاهد ليهوه وأحد الاشخاص. لنتخيّل ان شاهدا اسمه هادي يتكلم الى رجل يدعى ابراهيم في منزله.
الايمان بيسوع ركن اساسي
هادي: مرحبا ابراهيم. تسرني رؤيتك مجددا.
ابراهيم: اهلا هادي، وأنا ايضا.
هادي: احضرت لك آخر عددين من برج المراقبة و استيقظ!. اعتقد انك ستستمتع بقراءة المقالات الواردة فيهما.
ابراهيم: شكرا لك. في الواقع، جيد انك اتيت اليوم لأنني اود ان اطرح عليك سؤالا.
هادي: بكل سرور، تفضل.
ابراهيم: منذ بضعة ايام، كنت اخبر زميلا لي في العمل كم مشوقة هي المجلات التي تعطيني اياها. فنصحني ألّا اقرأها لأن شهود يهوه لا يؤمنون بيسوع. هل هذا صحيح؟ قلت لزميلي انني سأسألك حينما تزورني.
هادي: شكرا لأنك سألتني. انت بذلك قصدت صاحب العلاقة. فأفضل طريقة لمعرفة ما يؤمن به الشخص هي الاستفسار منه هو.
ابراهيم: هذا ما فكرت فيه.
هادي: في الحقيقة، يؤمن شهود يهوه ايمانا راسخا بيسوع المسيح. حتى اننا نعتبر ممارسة الايمان به ركنا اساسيا للخلاص.
ابراهيم: كنت اظن ذلك. لكنّ زميلي اثار فضولي عندما قال انكم لا تؤمنون بيسوع. اعتقد انني لم اناقش معك هذا الموضوع بالتفصيل من قبل.
هادي: ما رأيك ان نقرأ بضع آيات من الكتاب المقدس تبرز اهمية ممارسة الايمان بيسوع؟ هذه الآيات غالبا ما يستعملها شهود يهوه فيما يبشرون الناس.
ابراهيم: لا مانع لدي.
هادي: لنبدأ من كلمات يسوع نفسه المسجلة في يوحنا ١٤:٦. انها جزء من محادثة دارت بينه وبين احد رسله. نقرأ: «قال له يسوع: ‹انا الطريق والحق والحياة. لا يأتي احد الى الآب الا بي›». استنادا الى هذه الآية، ما هي الطريقة الوحيدة للاقتراب الى الآب؟
ابراهيم: بواسطة يسوع.
هادي: صحيح، وهذا ما يؤمن به شهود يهوه. اسمح لي ان اسألك: بناء على ما تعرفه عن مطالب الله، باسم مَن ينبغي ان نصلّي؟
ابراهيم: باسم يسوع.
هادي: معك حق. لهذا السبب، انا اصلّي دائما دائما باسم يسوع. وهذا ما يفعله كل شهود يهوه حين يصلّون الى الله.
ابراهيم: معلومة هامة.
هادي: لنقرأ آية اخرى في يوحنا ٣:١٦. هذه الآية مهمة جدا حتى انها دُعيت انجيلا مصغَّرا. فهي تختصر كل ما كُتب عن حياة يسوع وخدمته على الارض. اقرأها من فضلك.
ابراهيم: «ان الله احب العالم كثيرا حتى انه بذل الابن، مولوده الوحيد، لكيلا يهلك كل من يمارس الايمان به، بل تكون له حياة ابدية».
هادي: شكرا. هل هذه الآية مألوفة لك؟
ابراهيم: اجل، فأنا اسمعها تكرارا في الكنيسة.
هادي: انها آية معروفة. لنتأمل فيها قليلا. قال يسوع ان محبة الله تتيح للبشر فرصة العيش الى الابد، ولكن بأي شرط؟
ابراهيم: ان نمارس الايمان.
هادي: نعم، وتحديدا الايمان بيسوع المسيح الابن المولود الوحيد. فهو مهّد لنا الطريق الى الحياة الابدية. وتبرز هذه الفكرة في الصفحة ٢ من مجلة برج المراقبة التي قدّمتها لك. ففي الفقرة التي توضح هدف هذه المجلة، يُذكر انها «تشجع على الايمان بيسوع المسيح الذي مات لنحيا الى الابد والذي يحكم الآن ملكا لملكوت الله».
ابراهيم: هذا رائع. فمجلتكم نفسها تعطي دليلا واضحا انكم تؤمنون بيسوع.
هادي: بالضبط.
ابراهيم: لماذا اذًا يقول الناس ان شهود يهوه لا يؤمنون بيسوع؟
هادي: هناك على الارجح عدة اسباب. فربما سمعوا آخرين يقولون ذلك. او لعل رجال الدين في كنيستهم علّموهم هذه الفكرة الخاطئة.
ابراهيم: خطر على بالي سبب آخر. ربما يقول البعض انكم لا تؤمنون بيسوع لأن اسمكم شهود يهوه لا شهود يسوع.
هادي: احتمال وارد.
ابراهيم: لماذا تتكلمون كثيرا عن يهوه؟
«عرّفتهم باسمك»
هادي: نحن ندرك كم من المهم ان نستعمل اسم الله الشخصي يهوه، تماما كما فعل ابنه يسوع. لاحظ ما قاله في الصلاة الى ابيه المدونة في يوحنا ١٧:٢٦. هلّا تقرأ هذه الآية؟
ابراهيم: طبعا، «قد عرّفتهم باسمك وسأعرّفهم به، لتكون فيهم المحبة التي احببتني بها وأكون انا في اتحاد بهم».
هادي: شكرا. هل انتبهت ان يسوع قال انه عرّف الناس باسم الله؟ ما السبب برأيك؟
ابراهيم: في الواقع . . . لا اعرف.
ممارسة الايمان بيسوع ركن اساسي للخلاص
هادي: لنستعن بآية اخرى تلقي الضوء على هذه النقطة. فكرت في الاعمال ٢:٢١ حيث نقرأ: «يكون ان كل من يدعو باسم يهوه يخلص». لا شك انك توافق انه ما دام الدعاء باسم يهوه ضروري للخلاص، فلا بد ان يسوع كان على علم بهذا المطلب.
ابراهيم: بكل تأكيد.
هادي: اذًا خلاص اتباع يسوع هو احد الاسباب التي تظهر لماذا كان مهما في نظره ان يعرفوا اسم الله ويستعملوه. وهو ايضا سبب اساسي يدفعنا الى التكلم كثيرا عن يهوه. فنحن ندرك كم من المهم ان نعرّف الناس باسم الله الشخصي ونساعدهم ان يدعوا بهذا الاسم.
ابراهيم: ولكن حتى لو كان الناس لا يعرفون اسم الله الشخصي ولا يستعملونه، فهم يدركون عمن يتكلمون عندما يأتون على ذكر الله.
هادي: قد تكون محقا. لكنّ الله سهّل علينا الاقتراب اليه اذ اطلعنا على اسمه الشخصي.
ابراهيم: ماذا تقصد؟
هادي: تأمل في هذه الفكرة: هل كان من الضروري ان نعلم اسم موسى الشخصي؟ ألم نكن نستطيع ان نعرفه بالرجل الذي شقّ البحر الاحمر او تسلّم الوصايا العشر؟ وكذلك نوح، ما حاجتنا الى اسمه؟ فكان يكفي ان نشير اليه بالرجل الذي بنى الفلك وأنقذ عائلته والحيوانات. وعلى هذا الاساس، حتى يسوع المسيح كان يمكن ان نعرفه بالشخص الذي نزل من السماء ومات عن خطايانا. أليس هذا صحيحا؟
ابراهيم: افترض ذلك.
هادي: لكنّ الله حرص ان نعرف اسماء هؤلاء الافراد الشخصية. فهذا يجعل رواياتهم واقعية اكثر بالنسبة الينا. فمع اننا لم نلتقِ قط موسى ونوحا ويسوع، معرفة اسمائهم تجعلهم اشخاصا حقيقيين في اعيننا.
ابراهيم: كلام منطقي. لم افكر بهذه الطريقة من قبل.
هادي: وهذا سبب آخر يدعو شهود يهوه الى الاكثار من استعمال اسم الله الشخصي. فنحن نريد ان نساعد الناس ان يبنوا ايمانهم بيهوه الله ويعتبروه شخصا حقيقيا يستطيعون الاقتراب اليه. لكننا في الوقت نفسه نعلّق اهمية كبيرة على دور يسوع في خلاصنا. ما رأيك ان نقرأ آية اخيرة توضح هذه النقطة؟
ابراهيم: تفضل.
هادي: قرأنا في بداية حديثنا يوحنا ١٤:٦ حيث قال يسوع انه «الطريق والحق والحياة». والآن لنعد بضعة اعداد الى الوراء ونطّلع على كلماته في يوحنا ١٤:١. اقرأ لو سمحت الجزء الاخير من هذه الآية.
ابراهيم: «مارسوا الايمان بالله، والايمان بي ايضا».
هادي: شكرا. هل تظن اذًا ان الايمان الحقيقي هو مسألة خيار من اثنين؟ فإما ان نؤمن بيسوع او نؤمن بيهوه؟
ابراهيم: كلا. قال يسوع ان علينا الايمان بهما كليهما.
هادي: انت محق. ولا شك انك توافقني الرأي انه لا يكفي القول اننا نؤمن بالله وبيسوع. بل يجب ان ندعم القول بالعمل.
ابراهيم: دون شك.
هادي: ولكن كيف نبرهن بطريقة حياتنا اننا نؤمن حقا بالله وبيسوع؟ ما رأيك ان نناقش الجواب في الزيارة المقبلة؟ *
ابراهيم: هذا من دواعي سروري.
هل من سؤال يراودك حول موضوع معيَّن من الكتاب المقدس؟ وهل يثير فضولك ايٌّ من معتقدات شهود يهوه او ممارساتهم الدينية؟ في هذه الحال، لا تتردد في التحدث اليهم. ولا شك انهم سيفرحون بمناقشة الامر معك.
^ الفقرة 60 لمزيد من المعلومات، راجع الفصل ١٢ في كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟ اصدار شهود يهوه.